آداب الشراب
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم". (رواه الترمذي)
إستكمالاً لما بدأناه عن سنن وآداب الطعام نذكر سنن وآداب الشرب، فقد ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته التي ما تركت شيء من مكارم الأخلاق وآدابها إلا وعلمتنا إياه، حتى لكأن العقل يتعجب من المسلمين الذين تركوا سنن وآداب الرسول صلى الله عليه وسلم ومضوا يبحثون عن آداب وأخلاق في الغرب والشرق وما وجدوها، فإليهم هذه القطره عن آداب الشرب من بحر السنه النبويه الزاخر بالكثير والكثير.
فيُعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسمي الله إذا شربنا، وأن نشرب بيدنا اليمنى فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله" (رواه مسلم)
وكان صلى الله عليه وسلم يشرب على ثلاث مرات. فقد قال أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثا ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ" (رواه مسلم) و المراد بكلمة "أمرأ" أى أنفع، وقوله يتنفس في الإناء أي خارجه. فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتنفس داخل الإناء، ففي حديث أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء" أى في داخله. (رواه البخاري).
ويُستحب أن يشرب المسلم وهو جالس إن إستطاع الجلوس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ" (رواه مسلم). و لا يحمل هذا النهى عن الشرب قائما على التحريم لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب قائما. فقد روى البخارى من حديث عبد الملك بن ميسرة أن على بن أبى طالب أتى على باب الرحبة فشرب قائما فقال:"إن ناسا يكرهون الشرب قياما، و إن النبى صلى الله عليه و سلم صنع مثل ما صنعت".
كما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقاء، وفي ذلك يقول أبا هريرة رضي الله عنه: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم القربة أو السقاء". (رواه البخاري)
و من آداب الشرب الذى أساء الناس فهمة حديث الذبابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء" (رواه البخاري). و يفهم الكثير من هذا الحديث أنه إذا و قع الذباب فى الإناء، فعلينا أن نغمسه ثم نشرب ما فى الإناء بعد غمس الذباب فيه. و هذا فهم خاطىء!!! حيث لم يأمرنا النبى صلى الله عليه و سلم بشرب ما فى الإناء بعد الغمس، بل إنه صلى الله عليه و سلم أمرنا أن نغمس الذباب فى الإناء ثم نريق الإناء......و هذه هى السنة لأن الداء الذى فى جناح الذباب يبقى فى الإناء بعد طرح الشراب دون غمس الذباب.
وإذا فرغ المسلم من الشرب فلابد أن يغطي الإناء الذي كان يشرب منه، فعن جابر رضي الله عنه قال: "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نوكي أسقيتنا ونغطي آنيتنا" (رواه ابن ماجه) "ونوكي" تعنى التغطية. ثم يتمضمض إذا كان يشرب شيء غير الماء، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض وقال إن له دسما". (رواه الترمذي)
ثم يحمد الله حتي ينال رضى الله عز وجل لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها". (رواه مسلم).
صلاة الضحى
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة. فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". (رواه مسلم)
والسلامى: هي عظام البدن ومفاصله.
التعليق لما كان الله قد خلقنا ووهبنا نعمه وهدانا إلى نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، كان واجباً علينا أن نوفي حق هذه النعم، ولكن كيف نوفي حق نعم الله علينا؟ ؟؟؟؟
يقول الله عز وجل في ذلك عن سيدنا إبراهيم الذى وفى: ((إن إبراهيم كان أمةً قانتاً للهِ حنيفاً ولم يكُ من المشركين* شاكراً لأنعمهِ إجتباه وهداه إلى صرطٍ مستقيم)) (النحل:120،121).
إذن فمن الوفاء لله شكر نعمه والتصدق عنها، ولكن كيف يشكر المسلم هذه النعم ويتصدق عنها وقد قال تعالى: ((وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلومٌ كفار)) (إبراهيم:34)؟ فمن رحمة الله علينا أن جعل لنا أبواباً كثيرة لشكره تجزء عن كثير من الحقوق التي علينا، منها صلاة الضحى.
ووقت صلاة الضحى يبدأ من بعد شروق الشمس، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قوما يصلون من الضحى فقال: "أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" (رواه مسلم). و"ترمض الفصال": أى حين تحترق أخفاف أولاد الإبل من شدة حر الرمال. و "الأواب" هو المطيع لله. فهذا هو أفضل وقت لأدائها، و إن كانت تصح من طلوع الشمس و حتى الزوال. وهذا الوقت تقريبا من التاسعة إلى الحادية عشرة صباحا.
أما عن عدد ركعات صلاة الضحى، فقد وردت فيها أحاديث كثيرة ننتقى منها حديث أبو هريرة الذى قال فيه:" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى وأن لا أنام إلا على وتر وصيام ثلاثة أيام من الشهر" (رواة النسائى). و حديث السيدة عائشة رضى الله عنها قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله" (رواة مسلم). و حديث أنس بن مالك قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة" (رواة الترمذى). و مما سبق ذكره، يتضج لنا أن النبى صلى الله عليه و سلم قد صلى الضحى على أوجة كثيرة، و إن كان أقلها ركعتين و أكثرها إثنتى عشرة ركعة.
و كذلك من السنه أن تكون ركعات صلاة الضحى خفيفه، فقد حدثت أم هانئ رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فصلى ثماني ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود". (رواه مسلم)
فياله من عملٍ يسير لا يحتاج إلا القليل من الوقت، ثقيل في ميزان المسلم يوم القيامة!!!!!
نتمنى الفائده للجميع واعذروني اذا اخطيت او زليت
ان اصبنا من الله
وان اخطأنا من انفسنا
واعتذر على الاطالهـ
للآمآنـه منقول للفآئدة
دمتـــمّ في رعـآآيـة الله